العيس نقطة مراقبة لايمكن تجاوزها
أكثر من خمسين آلية عسكرية تركية بدأت بالتمركز في النقطة الرابعة من اتفاق مناطق “تخفيف التوتر” في بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي.
وبحسب ما قاله شهود عيان لإدلب بلس، أن رتلاً عسكرياً مكوناً من أكثر من خمسون عربة عسكرية من دبابات ومدرعات وآليات ثقيلة دخلت سوريا صباح اليوم من قرية “كفرلوسين” على الحدود السورية التركية، واتجهت جنوباً عبر الأتارب لمنطقة العيس في ريف حلب الجنوبي.
وبنفس السياق، فإن دخول الرتل العسكري التركي يأتي استكمالاً لخطوات تركية جادة لتثبيت نقاط خفض التصعيد في ادلب، والتي تم الاتفاق عليها في تشرين الأول الماضي، وبعد انسحاب رتل تركي يوم الثلاثاء الماضي نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفته في منطقة الأتارب.
الانسحاب الذي عقبه تقدم قوات نظام الأسد باتجاه مناطق غرب مطار أبو الظهور العسكري بغاية بسط السيطرة على الطريق الدولي دمشق- حلب من جهة، ومدينة سراقب في ريف ادلب الشرقي من جهة أخرى.
دخول الرتل التركي جاء صبيحة يوم دامي شهدته عموم مناطق وبلدات محافظة ادلب، نتيجة قصف جوي مكثف استهدف عدة مشافي منها مشفى معرة النعمان، وغارات بالبراميل المتفجرة التي تحتوي غاز الكلور السام في سراقب.
الهجمة العسكرية الضخمة التي تشنها قوات نظام الأسد مدعومة بسلاح الجو الروسي والميليشيا الطائفية منذ أكثر من شهر كانت كما يرى مراقبون أنها تنفيذ لتسويات دولية أفرزتها مؤتمرات الأستانة ولم يلتزم بها الطرف الروسي والإيراني ونظام الأسد بتجاوز مناطق غرب السكة وهي غير مُضمنة ضمن مناطق سيطرة النظام وحلفائه.
اليوم الدامي الذي شهدته معظم بلدات محافظة ادلب جاء بعد يومين من إعلان الثوار لإسقاط طائرة حربية روسية ومقتل قائدها مفجراً نفسه بقنبلة يدوية كانت بحوزته، وبعد يوم من إعلان غرفة عمليات (دحر الغزاة) تحرير عدة مناطق بالقرب من أبو الضهور شرق سراقب، يذكران غرفة عمليات (دحر الغزاة) تضم 11 فصيلاً ليس من ضمنهم هيئة تحرير الشام والحزب التركستاني وبنفس الوقت نشرت وكالة إباء التابعة لتحرير الشام أخبار تبنيها تحرير المناطق، الأمر الذي نفاه إعلاميون في عدة فصائل مشاركة في غرفة العمليات وأكدوا عدم مشاركة تحرير الشام على أي محور من محاور المعركة يوم أمس، مضيفين أنه لاوجود للهيئة على الصعيد العسكري في منطقة سراقب وريفها الشرقي منذ انسحابها الأسبوع الفائت من المنطقة.
“تلة العيس” أو النقطة الرابعة من مناطق خفض التصعيد لها أهميتها الاستراتيجية من حيث الموقع الجغرافي المشرف على مساحات واسعة وتوسطها في منطقة بين قوات النظام في الجهة الشمالية الشرقية وقوات الثوار من جهة الجنوب والغرب، بالإضافة لإشرافها على طريق دمشق-حلب الدولي والذي تطمع قوات النظام وحلفائها وخاصة الميليشيا الإيرانية المتواجدة في المنطقة بالسيطرة عليها، ولوقوعها غرب منطقة “الحاضر” التي كانت منطلقاً لقوات النظام العسكرية والميليشيا الإيرانية في هجمتها على ريف حلب الجنوبي وريف أبو الضهور في ريف ادلب الشرقي والتي تمكن النظام من خلالها بسط سيطرته على كافة المناطق الواقعة شرق سكة الحجاز.
تثبيت نقاط المراقبة لها أهمية أخرى كما صرح لإدلب بلس الناشط الإعلامي من منطقة العيس “فواز جويد” حيث أنها ستكون قوات فصل تمنع تقدم الميليشيا الإيرانية في منطقة الحاضر وريف حلب الجنوبي باتجاه ريف ادلب الشرقي وسراقب.
وأضاف جويد “الميليشيا الطائفية الشيعية تولي اهتماماً كبيراً لمدينة حلب وريفها الجنوبي والغربي، وهي فعلياً عصب القوات البرية التي تتقدم في المنطقة باسم قوات نظام الأسد، ومن شأن نقطة المراقبة الرابعة في تلة العيس منع أي تقدم محتمل لهذه القوات، وأبرز هذه الميليشيا الحرس الثوري الإيراني وحركة النجباء العراقية وحزب الله العراقي واللبناني”
يذكر أن دخول الرتل التركي أثار موجة ارتياح عامة من مدنيي تلك المناطق عموماً، مستبشرين بأيام قادمة تخف فيها حدة القصف الجوي العنيف الذي يشنه نظام الأسد وحليفه الروسي.