جبهة تحرير سوريا في أول مواجهة مع تحرير الشام.
امتدت الاشتباكات بين هيئة تحرير الشام، وجبهة تحرير سوريا، إلى منطقة أريحا جنوب مدينة ادلب، والتي بدأت يوم أمس بمواجهات بين تحرير الشام، وحركة نور الدين زنكي التي توحدت مع أحرار الشام تحت مسمى “جبهة تحرير سوريا”.
وأفادت مصادر محلية ل ادلب بلس، أن اشتباكات بدأت منذ صباح اليوم بين صقور الشام وأحرار الشام، من جهة، وبين هيئة تحرير الشام من جهة أخرى، وسيطرت خلالها الصقور، والأحرار على عدة نقاط كانت تسيطر عليها تحرير الشام في المدينة.
عبد الوهاب عاصي، من المكتب الإعلامي لصقور الشام، أكد ل إدلب بلس سيطرة الصقور، وأحرار الشام على كامل مدينة أريحا بعد مواجهات بدأت فجر اليوم للسيطرة على المدينة، والقضاء على أي تواجد لتحرير الشام في المنطقة.
وقد شهدت ساعات الليل اشتباكات بين تحرير الشام، وحركة الزنكي، استمرت حتى ساعات الفجر في مناطق تقاد، كفرناها، وحاجز عويجل، جمعيات أورم الكبرى، في ريف حلب الغربي.
المواجهات الأخيرة بين هيئة تحرير الشام، وجبهة تحرير سوريا، وحركة الزنكي بشكل خاص بدأت مساء أمس في عدة مدن وبلدات، بريف حلب الغربي، على خلفية تعميم صدر عن تحرير الشام ينص على اعتقال أي عنصر يتبع لجبهة تحرير سوريا، والتي تشكلت قبل يومين، وقد بدأت في منطقة السعدية بالقرب من بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي.
وكالة إباء التابعة لهيئة تحرير الشام، نشرت مع بدأ المواجهات خبراً مفاده أن “هجوم تشنه حركة نور الدين زنكي على مقرات تابعة لهيئة تحرير الشام، بالقرب من بلدة أورم الكبرى”.
مصدر إعلامي في الزنكي، صرح ل ادلب بلس نافياً ما ذكرته إباء، قائلاً:
“هيئة تحرير الشام بدأت بالهجوم على عدة نقاط تابعة لجبهة تحرير سوريا بالقرب من دارة عزة، بعد أن أصدرت تعميما على عناصرها ومجموعاتها في المنطقة ينص على اعتقال أي عنصر تابع لتحرير سوريا”
وأضاف المصدر، “لقد قامت هيئة تحرير الشام، وعلى إثر إصدار التعميم باعتقال مجموعة عناصر تابعون لتحرير سوريا في منطقة الملاح شمال مدينة حلب”
الاشتباكات بين الطرفين مساء أمس، أسفرت عن سقوط عدة جرحى من المدنيين في منطقة جمعية الرحال وأورم الكبرى، تزامناً مع اقتحام هيئة تحرير الشام للمدخل الجنوبي الشرقي لمدينة دارة عزة.
محمد أديب، من المكتب الإعلامي في جبهة تحرير سوريا وفي تصريح خاص ل ادلب بلس، قال: “بدأت هيئة تحرير الشام منذ مساء الأمس بالهجوم على مناطق سيطرة جبهة تحرير سوريا من خلال الهجوم على عدة محاور، ومن أبرزها محور دارة عزة، حيث جرت اشتباكات عنيفة استطاعت من خلالها تحرير سوريا من صد الهجوم، ومنع أي تقدم لتحرير الشام، انتقلت ليلاً المواجهات إلى محوري تقاد، وعاجل، بعد محاولات من مجموعات تحرير الشام اقتحام البلدتين، دون أن يتمكنوا من تحقيق أي تقدم يذكر”
وأضاف المصدر، “هيئة تحرير الشام تتبع استراتيجية عسكرية في هجومها على مناطق سيطرة جبهة تحرير سوريا، وتحاول السيطرة على التلال والمرتفعات والقرى الواصلة بين المدن، بهدف رصد المنطقة بشكل كامل واستهداف تحركات مقاتلي جبهة تحرير سوريا، لكنهم لم يتمكنوا حتى الأن من السيطرة على أي منطقة من المناطق الخاضعة لسيطرة تحرير سوريا”
وأشار المصدر ذاته، إلى أن “هيئة تحرير الشام تقوم قبل البدء بالهجوم واقتحام مناطق سيطرتنا بتمهيد ناري بكافة الأسلحة، وقصف مدفعي عنيف على البلدات والمدن دون تمييز بين المدنيين، والعسكريين”
وقد أفادت عدة مصادر محلية أن جبهة تحرير سوريا، تمكنت من اعطاب دبابة تابعة لتحرير الشام بالقرب من دارة عزة أثناء محاولة الأخيرة السيطرة على حواجز ونقاط لتحرير سوريا في محيط المدينة.
الجدير بالذكر، وبحسب مصادر محلية، أن تحرير الشام بدأت بالحشد في مدينة ادلب منذ صباح يوم الأمس، وسط استنفار لحواجز الهيئة على مداخل ومخارج المدينة التي شهدت مظاهرة شعبية تضامناً مع غوطة دمشق، وتنديداً بموقف الفصائل، مصدر محلي من مدينة ادلب لم يرغب في الإفصاح عن اسمه صرح ل ادلب بلس، “ان مجموعات تحرير الشام كثفت من حواجزها الأمنية وانتشارها الأمني في المدينة بعد المظاهرة، وقد قامت مجموعة تابعة للهيئة بإنزال علم للثورة السورية رفعه المتظاهرون على نصب الساعة في ساحة المظاهرة”
المواجهات الدائرة بين هيئة تحرير الشام، وحركة نور الدين زنكي، كانت متوقعة منذ أسبوع تقريبا على خلفية مقتل القيادي البارز في تحرير الشام “أبو أيمن المصري” بالقرب من قرية الهوتة بريف حلب الغربي، واتهام تحرير الشام الزنكي باغتياله، ونفي الأخيرة لذلك.
ويرى محللون أن هيئة تحرير الشام حريصة على السيطرة على مناطق ريف حلب الغربي، والواقعة تحت سيطرة حركة نور الدين زنكي “جبهة تحرير سوريا” لعدة أسباب مرتبطة بالمتغيرات المتسارعة على الساحة السورية، وخاصة مناطق الشمال السوري، وعملية غصن الزيتون واحدة من هذه الأسباب، حيث أن المناطق الواقعة تحت سيطرة حركة الزنكي بريف حلب الغربي، هي متاخمة
للمناطق المشمولة ضمن عملية غصن الزيتون المشتركة بين تركيا وفصائل الجيش الحر، وهذا الموقع من شأنه أن يزيد من قوة الزنكي من خلال تشكيل جبهة مشتركة مع فصائل الجيش الحر في مواجهة الهيئة بعد الانتهاء من عملية غصن الزيتون، وفتح طريق اعزاز- ادلب، وسبب آخر مرتبط بفشل تحرير الشام في تشرين الثاني من العام المنصرم، من إخضاع حركة الزنكي، والسيطرة على مناطقها، وخسارة الهيئة لعدد من مقاتليها لأول مرة في مواجهات بين تحرير الشام، وفصائل المعارضة، وهذا الفشل تعتبره تحرير الشام تهديد دائم لها كتشكيل عسكري سياسي يطمح لإدارة المنطقة، كما أنه يعتبر ضرباً قاسياً للروح المعنوية، والقتالية لعناصر تحرير الشام.
وبحسب المحللون فإن هذه الأسباب، بالإضافة للمباحثات التي استمرت لأكثر من شهرين بين الزنكي، واحرار الشام، لإطلاق مشروع “جبهة تحرير سوريا” الذي أعلن عنه قبل يومين، ورغبة الهيئة في ضرب هذا المشروع في بدايته، وقبل أن يشكل قوة عسكرية، تعتبر من الأولويات التي تعمل عليها تحرير الشام لضمان استمراريتها في التفرد بالسيطرة الفعلية على مناطق الشمال السوري