داعش في فصل جديد لها في محافظة ادلب
تقدم تنظيم داعش فجر اليوم باتجاه بلدتي الخوين والزرزور بريف ادلب الجنوبي، على حساب فصائل المعارضة المتواجدة في المنطقة، حيث بدأت الاشتباكات منتصف ليل الأمس بين قوات التنظيم، وقوات المعارضة التي تعمل على التصدي لتقدم داعش باسم غرفة عمليات “دحر الغزاة”
محمد رشيد، الناطق الإعلامي باسم جيش النصر، وفي تصريح لإدلب بلس، قال: “الاشتباكات بدأت منتصف ليلة أمس الأحد، بعد هجوم شنه التنظيم المتمركز في الجنوب الشرقي لبلدتي الخوين، والزرزور، وفجر اليوم تمكن عدد من عناصر ومجموعات داعش من التسلل إلى البلدتين لتدور الاشتباكات بين قوات المعارضة في المنطقة والتي تعمل تحت اسم غرفة عمليات دحر الغزاة، ومجموعات التنظيم المتسللة، ولاتزال الاشتباكات مستمرة حتى الآن”.
التنظيم في حال تمكنه من السيطرة على البلدتين بشكل كامل، فستكون قواته في مرحلة إعداد جديدة للتقدم باتجاه بلدة التمانعة الاستراتيجية بريف ادلب الجنوبي.
هذه المواجهات بين تنظيم داعش وقوات المعارضة، والدائرة بريف ادلب الجنوبي الشرقي دخلت في مرحلة جديدة من حيث التوسع في المنطقة بعد تقدم مجموعات داعش باتجاه قرية (أم خلاخيل)، واليوم تعمل على التوسع في المنطقة من خلال السيطرة على مناطق جديدة في الشمال الغربي متخذة من محور النيحة وشم الهوى انطلاقة للمجموعات التابعة لها، وبحسب ماقاله شهود عيان من المنطقة فإن هذا التقدم بدأ فجر يوم الجمعة الماضي بغطاء جوي يأمنه نظام الأسد للتنظيم، ومعارك وهمية مختلقة،
الناطق الإعلامي باسم فيلق الشام أحد مكونات غرفة عمليات دحر الغزاة “سيف أبو عمر” قال لادلب بلس: “تمركزت قوات البغدادي في عدة قرى من ريف حماة الشرقي لأكثر من شهرين، بعد أن أخرجتهم قوات نظام الأسد من منطقة عقيربات في تشرين الثاني من العام 2017، وبعد انتهاء النظام من السيطرة على مناطق شرق السكة الممتدة حتى الشمال، وحصاره للتنظيم من كافة الجهات قام النظام الأسد فجر يوم الجمعة بفتح طريق لداعش غرباً من خلال معارك وغارات جوية وهمية”.
وأضاف نفس المصدر، أن تنظيم داعش عبر باتجاه مناطق سيطرة الثوار مجتازاً أكثر من 25 كم، وضمن مساحات تسيطر عليها قوات نظام الأسد، وخلال ساعات من يوم الجمعة تقدموا من جبل الحوايس والقرى المحيطة به في ريف حماة الشرقي الى اطراف تمركز الثوار في اللويبدة والنيحة وام الخلاخيل مرورا بقرى (رويضة، المشهد،الحقية، ربيعة الموسى، مشيرفة الخنزير، ام صهيريج، السويرات، النيحة).
وفي السياق نفسه، يذكر أن تنظيم داعش قلص المسافة التي تفصله عن الحدود الإدارية لمحافظة ادلب أواخر تشرين الثاني من العام المنصرم، وبالتزامن مع تقدم قوات النظام على حساب المعارضة في ريف حماة الشمالي الشرقي، وخاصة مناطق الرهجان وأبو دالي، حيث سيطر التنظيم على قرى حوايس ابن هديب وقلعة الحوايس وحوايس أم الجرن وجبل الحوايس بريف حماة الشرقي، ودخل حينها أول قرية تابعة ادارياً لمحافظة ادلب، وهي قرية باشكون.
ويرى محللون، أن استراتيجية تنظيم داعش في هذه المرحلة مختلفة عما كان يتبعه في مواجهاته السابقة للسيطرة على المناطق، حيث أن التنظيم لم يعد يلجئ للتقدم، والهجوم العرضي الواسع منذ بدأ عملياته بريف حماة الشرقي، إنما يعتمد على رأس الحربة الواحدة، والتي تجنبه خسائر في صفوف عناصره وقواته.
الجدير بالذكر، أن تنظيم داعش يولي أهمية كبيرة لمعاركه في ريف ادلب الجنوبي، ويعود ذلك للأهمية الكبيرة لمحافظة ادلب بالنسبة له من الناحية المعنوية لمناصريه والخلايا التابعة له فيها، والعاملة في مناطق مختلفة من ادلب وتنتظر وصوله للبدء بفصل جديد للتنظيم قد يكون له أثر سلبي كبير على سكان المحافظة التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.
ويتجلى ذلك من خلال تكثيف هذه الخلايا لعملياتها الأمنية من اغتيالات وتفجيرات بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة في مختلف مناطق المعارضة في إدلب، من أجل تشتيت قوة فصائل الثورة المنشغلة بمحاور ساخنة مع قوات نظام الأسد، ولإثارة الرعب في نفوس أهالي المنطقة، حيث شهدت عدة مناطق من محافظة ادلب منذ صباح اليوم، وبالتزامن مع تقدم التنظيم على بلدتي الخوين والزرزور، انفجارات ناجمة عن عبوات ناسفة وآليات مفخخة، ومنها انفجار عبوة على طريق معرشمارين-معرة النعمان، وانفجار دراجة نارية مفخخة في خان شيخون على الطريق الدولي دمشق-حلب أودت بحياة رجل وامرأة من المدنيين، وانفجار عبوة ناسفة على طريق ادلب-أريحا، بالقرب من قرية المسطومة، وفي ظل انفلات أمني يعتبر من أهم مسؤوليات وتحديات حكومة الإنقاذ وهيئة تحرير الشام الداعمة لها.