قصّة حدثت اليوم في جبل الزاوية
في إحدى قرى جبل الزاوية بريف ادلب، قض صوت قذيفة مدفعية مضجع أم كانت تجهد بتحضير وجبة غداء لزوجها مستغلة نوم طفلتها الرضيع التي لم تتجاوز شهرها الثالث.
مع صوت المدفعية هرعت الأم متجاوزة بسرعتها سرعة المقذوف باتجاه الطفلة، لتحملها وتركض بها خارج المنزل لتنجو طفلتها بدونها.
شظايا قذيفة المدفعية المتناثرة قتلت الأم لتسقط كأنها درع حماية للطفلة
في واحد من المشاهد التي تدمي القلب وتخنق الروح، وتصيب العقول والأطراف بالشلل، أثناء وصول فرق الدفاع المدني والاسعاف للمكان تأبى الطفلة إفلات والدتها الشهيدة، متشبثة بعنقها النازف، وملتصقة بجسدها الساكن عن الحركة، وكانها تحاول مجددا النجاة بها.
سيذكر التاريخ قصة الأم في بلدتها بعد عقود، وسوف تعلم تلك الطفلة حينها أنها فعلا نجت وكان لزاما عليها الابتعاد عن جثة أمها.