مبادرة أهلية تلغيها القوة التنفيذية
وجهت القوة التنفيذية في مدينة ادلب إنذارا لمجموعة من شباب المدينة، في حي “وادي النسيم” بإلغاء دورياتهم الليلية، ونقاط مراقبة لهم على مداخل ومخارج الحي، وهددت باعتقالهم في حال عدم تجاوبهم للإنذار الصادر عنها.
الدوريات ونقاط المراقبة التي ضمت شباب الحي، ومن مختلف العائلات فيه، كانت مبادرة أهلية من السكان، نتيجة لارتفاع نسب السرقة، والنهب، والسطو، وفي ظل غياب دور القوة التنفيذية ذاتها التي أنذرت الشباب لإلغاء مبادرتهم.
أهالي الحي بدورهم وخشية السطوة الأمنية للقوة التنفيذية، والتي أصبحت تهدد حياة أبنائهم في حال عدم الاستجابة، ألغوا المبادرة، وأنهوا عمل الدوريات ونقاط المراقبة التي خفضت نسبة الفلتان الأمني، وعمليات السرقة، لتعود من جديد في ظل تجاهل القوة التنفيذية، والمجموعات الأمنية المختلفة في المدينة لما يحدث.
والقوة التنفيذية التي تعتبر من مدينة ادلب مركزا لها، تتبع بشكل مباشر لإدارة حكومة الإنقاذ التي أنشئت وعملت تحت ظل وموافقة هيئة تحرير الشام، الراعية لها، والتي تحاول من خلالها -الإنقاذ- تمثيل نفسها سياسياً يخرجها من جملة عقوبات وتصنيفات دولية ناتجة عن تبعية تحرير الشام لتنظيم القاعدة سابقاً، ولم تخرجها من هذه التصنيفات المسميات المتعاقبة للنصرة، ولا التغيرات الشكلية.
ويرى سكان ادلب ان الإنقاذ لن تكون الممثل السياسي المدني لتحرير الشام، ولن تستطيع تحقيق ما أنشئت له، طالما أنها لاتزال تعمل في ضوء رؤية قيادات ومجلس شورى الهيئة، وبما أنها لا تتمتع بأي استقلالية إدارية في القرار، أو التنفيذ، وهذا من شأنه التأثير السلبي على الحياة اليومية للسكان، وعلى أمانهم ومستقبلهم، وعلى حياتهم الاقتصادية أيضاً، وبشكل خاص ما خلفته الإنقاذ من أزمات اقتصادية آخرها أزمة المحروقات التي لاتزال مستمرة حتى الآن، والناجمة عن احتكار الإنقاذ إداريا لهذه المادة، وتنفيذ هذا الاحتكار من خلال مجموعات هيئة تحرير الشام العسكرية.